الأربعون النووية
نص الحديث شرح الحديث ترجمة الراوي فيديو الحديث

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاريّ البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ”إنّ مما أدرك الناس من كلام النّبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت” رواهُ البخاريُّ.

وقوله: (إِنَّ مِما أَدرَكَ الناسُ) (من) هنا للتبعيض، أي إن بعض الذي أدركه الناس من كلام النبوة الأولى... الخ. وقوله: (النبوَةِ الأُولَى) يعني السابقة، فيشمل النبوة الأولى على الإطلاق، والنبوة الأولى بالنسبة لنبوة النبي فعليه نفسر : النبوَةِ الأُولَى أي السابقة . (إذا لَم تَستَحْيِ فَاصْنَع مَا شِئت) هذه الكلمة من كلام النبوة الأولى، والحياء هو عبارة عن انفعال يحدث للإنسان عند فعل ما لا يجمله ولا يزينه، فينكسر ويحصل الحياء. وقوله: (إِذا لَم تَستَحْيِ) يحتمل معنيين: المعنى الأول:إذا لم تكن ذا حياء صنعت ما تشاء، فيكون الأمر هنا بمعنى الخبر، لأنه لا حياء عنده، المعنى الثاني: إذا كان الفعل لا يُستَحَيى منه فاصنعه ولا تبالِ. فالأول عائد على الفاعل، والثاني عائد على الفعل. والمعنى: لا تترك شيئاً إذا كان لا يُستَحيى منه. وقوله: (فاصنَع مَا شِئت) أي افعل،والأمر هنا للإباحة على المعنى الثاني،أي إذا كان الفعل مما لا يستحيى منه فلا حرج. وهي للذم على المعنى الأول، أي أنك إذا لم يكن فيك حياء صنعت ما شئت.

الصحابي العالم الجليل البدري العقبي الخزرجي أبو مسعود عُقْبَة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة بن أَسِيرَة بن عَسِيرَةَ بن عطية بن جِدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج . لم يشهد بدرًا وإنما سكن بدرًا. وشهد العقبة الثانية وكان أحدث من شهدها سنًّا قاله ابن إسحاق. وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد وقال البخاري وغيره: إنه شهد بدرًا ولا يصح. ويحدث عمر بن عبد العزيز في أمارته: أن المغيرة بن شعبة أخر العصر وهو أمير الكوفة فدخل أبو مسعود عقبة ابن عمرو الأنصاري جد زيد بن حسن شهد بدرًا فقال: لقد علمت نزل جبريل فصلى, فصلى رسول اللهrخمس صلوات ثم قال: "هكذا أمرت" . وبذلك عده البخاري في البدريين وقال مسلم بن الحجاج في الكنى: شهد بدرًا وقال أبو أحمد الحاكم: يقال أنه شهد بدرًا. وسكن الكوفة وكان من أصحاب علي واستخلفه علي على الكوفة لما سار إلى صفين. كان رضي الله عنه متمسكا بطاعة الرسول الله فيما نهى عنه فقد روى البيهقي بسند صحيح عن أبي مسعود :أنَّ رجلًا صنعَ لهُ طعامًا فدعاهُ فقالَ أفي البيتِ صورةٌ ؟ قالَ : نعَم فأبى أن يدخلَ حتَّى كسرَ الصُّورةَ ، ثمَّ دخلَ . –وعنه قال : صَلَّى بِنَا حُذَيْفَةُ عَلَى دُكَّانٍ مُرْتَفِعٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَجَبَذَهُ أَبُو مَسْعُودٍ فَتَابَعَهُ حُذَيْفَةُ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أَلَيْسَ قَدْ نُهِيَ عَنْ هَذَا فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ أَلَمْ تَرَنِي قد تابعتك؟. قال خليفة: مات قبل سنة أربعين, وقال المدائني: مات سنة أربعين, قلت: والصحيح أنه مات بعدها, فقد ثبت أنه أدرك إمارة المغيرة على الكوفة, وذلك بعد سنة أربعين قطعًا, قيل: مات بالكوفة, وقيل: مات بالمدينة. ​

الإستماع إلى متن الحديث

مشاهدة شرح الحديث

الحديث (19) الحديث (21)