الأربعون النووية
نص الحديث شرح الحديث ترجمة الراوي فيديو الحديث

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاريّ رضي الله عنهما أنّ رجلا سأل رسول الله ﷺ فقال: أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرّمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة؟ قال ﷺ: ”نعم” رواهُ مسلم.

يقول جابر رضي الله عنه: إن رجلاً سأل النبي ، وهذا الرجل لا نحتاج لمعرفة عينه، لأن المقصود القضية التي وقعت، ولا نحتاج إلى التعب في البحث عنه،اللهم إلا أن يكون تعيينه مما يختلف به الحكم فلابد من التعيين. وقوله (أَرَأَيتَ) بمعنى أخبرني. إِذا (صَليتُ المَكتوبَات) وهن خمس صلوات في اليوم والليلة كما قال عزّ وجل: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) وغير الخمس لا يجب إلا لسبب يقتضيه، وهذا يُعرَف بالتأمل. (وَصمتُ رَمَضَان) أي الشهر المعروف. (وَأَحلَلتُ الحَلالَ) أي فعلت الحلال معتقداً حله، هذا معنى قوله: (أَحلَلت) لأن أحل الشيء لها معنيان: المعنى الأول:الاعتقاد أنه حلال. المعنى الثاني:العمل به. (وَحَرَّمتُ الحَرَامَ) أي اجتنبت الحرام معتقداً تحريمه. ولكن النووي -رحمه الله- بعد أن ساق الحديث لم يقيد الحرام بكونه معتقداً تحريمه،لأن اجتناب الحرام خير وإن لم يعتقد أنه حرام، لكن إذا اعتقد أنه حرام صار تركه للحرام عبادة لأنه تركه لاعتقاده أنه حرام. (أَدخُل الجَنة) يعني أأدخل الجنة، والجنة هي دار النعيم التي أعدها الله عزّ وجل للمتقين، فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر،والجنة فيها فاكهة ونخيل ورمان وفيها لحم وماء وفيها لبن وعسل. الاسم مطابق لأسماء ما في الدنيا ولكن الحقيقة مخالفة لها غاية المخالفة قال: نَعَم ونعم حرف جواب لإثبات المسؤول عنه، والمعنى: نعم تدخل الجنة .

هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي من بني سلمة، يكنى أبا عبد الله. وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي، وهي من بني سلمة أيضًا. وأبوه هو عبد الله بن عمرو بن حرام الصحابي الجليل الذي استشهد في غزوة أُحد. روى عنه أحاديث النبيأكثر من مائة وعشرين من الصحابة والتابعين؛ فممن روى عنه من الصحابة:أنس بن مالك، وعبد الله بن ثعلبة، ومحمود بن لبيد، وماعز التميمي، ومحمود بن عبد الرحمن التميمي وغيرهم. وممن روى عنه من التابعين: واسع بن حبان بن قرمز، ومعاذ بن رفاعة بن رافع، ويزيد بن صهيب، والحارث بن رافع، وغيرهم الكثير. كانيعلِّم غيره وينشر ما تعلمه من رسول الله، وكانأحد المفتين بعد رسول اللهr، وكانت له حلقة في المسجد النبوي، يعلِّم فيها الناس ويفقههم. من اقوال جابر بن عبد الله: "ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها، ما خلا عمر وابنه عبد الله" . وقال:عندما سمع بموت ابن عباسوصفق بإحدى يديه على الأخرى: "مات أعلم الناس، وأحلم الناس، ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا ترتق" . تُوُفِّي جابر بن عبد الله،سنة أربع وسبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وصلى عليه أبان بن عثمان.

الإستماع إلى متن الحديث

مشاهدة شرح الحديث

الحديث (21) الحديث (23)