قوله: (فَرَضَ) أي أوجب قطعاً، لأنه من الفرض وهو القطع. قوله: (فَرَضَفَرَائِضَ) مثل الصلوات الخمس، والزكاة، والصيام،والحج،وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ومالا يحصى. قوله: (فَلاتُضَيِّعُوهَا) أي تهملوها فتضيع ، بل حافظوا عليها. قوله: (وَحَدَّحُدودَاًفَلاتَعتَدوها) الحد في اللغة المنع، ومنه الحد بين الأراضي لمنعه من دخول أحد الجارين على الآخر، وفي الاصطلاح قيل:إن المراد بالحدود الواجبات والمحرمات. فالواجبات حدود لا تُتعدى، والمحرمات حدود لا تقرب. وقال بعضهم: المراد بالحدود العقوبات الشرعية كعقوبة الزنا، وعقوبة السرقة وما أشبه ذلك. ولكن الصواب الأول،أن المراد بالحدود في الحديث محارم الله عزّ وجل الواجبات والمحرمات، لكن الواجب نقول:لا تعتده أي لاتتجاوزه، والمحرم نقول: لا تقربه، هكذا في القرآن الكريم لما ذكر الله تعالى تحريم الأكل والشرب على الصائم قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا) ولما ذكر العدة وما يجب فيها قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقرَبُوهَا) . قوله: (وَحَرَّمَ أَشيَاء فَلا تَنتَهِكوهَا) أيفلا تفعلوها، مثل :الزنا، وشرب الخمر، والقذف، وأشياء كثيرة لا تحصى. قوله: (وَسَكَتَ عَنْ أَشيَاء رَحمَةً لَكُمْ غَيرَ نسيَان فَلا تَبحَثوا عَنهَا) سكت عن أشياء أي لم يحرمها ولم يفرضها. قال: سكت بمعنى لم يقل فيها شيئاً ، ولا أوجبها ولا حرمها. وقوله: (غَيْرَ نسيَان) أي أنه عزّ وجل لم يتركها ناسياً لوقوله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) ولكن رحمة بالخلق حتى لا يضيق عليهم. قوله: (فَلا تَبحَثوا عَنهَا) أي لا تسألوا، مأخوذ من بحث الطائر في الأرض، أي لا تُنَقِّبُوا عنها،بل دعوها.
الصحابي أبو ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشب ، وقيل: جرهم بن ناشب، وقيل: ابن ناشم، وقيل: ابن لاشر، وقيل: ابن عمرو، أبو ثعلبة الخشني، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه كثيراً، وهو منسوب إلى خشين، بطن من قضاعة. شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وضرب له رسول الله بسهمه يوم خيبر، وأرسله النبي إلى قومه، فأسلموا، ونزل الشام، ومات أول إمرة معاوية، وقيل: مات أيام يزيد، وقيل: توفي سنة خمس وسبعين، أيام عبد الملك بن مروان.